
الهالوين ليس مجرد حفلات تنكرية وحلوى وأقنعة… إنه موسم الخوف، حيث يبحث الكثيرون عن تلك القصة التي تجعلهم يتركون الأنوار مضاءة قبل النوم. وفي عام 2025، شهدنا سيلًا من روايات الرعب التي فاقت التوقعات، بعضها تسلل إلى أعماق العقل، وبعضها جرّنا إلى عوالم أخرى مظلمة، والبعض الآخر ببساطة… أخافنا بواقعيته. سواء كنت من محبّي الأشباح، أو الرعب النفسي، أو الأساطير القديمة، فهذه القائمة ستمنحك كل ما تحتاجه لتجعل من هالوينك هذا العام تجربة أدبية لا تُنسى. استعد، فأنت على وشك دخول عالم من الظلال، الدماء، والهمسات القادمة من تحت الأرض.
1- The Black River Orchard – Chuck Wendig :

الاحداث :
في بلدة صغيرة بولاية بنسلفانيا، يصل مزارع غريب يُدعى “جون كراولي” محمّلًا بأشجار تفاح سوداء غريبة الشكل تُعرف باسم “تفاح الهيبة”. لا أحد يعرف من أين أتى بهذه الأشجار، لكن السكان ينبهرون بجمالها المخيف وطعم ثمارها المذهل. يبدأ الأهالي بزراعتها وتناولها، ولا يمضي وقت طويل قبل أن تتحول حياتهم إلى كابوس. الأشخاص الذين يتناولون التفاح يبدؤون بتصرفات غريبة – يصبحون أكثر حدة، أنانيّة، وجوعًا… ليس للطعام، بل للسيطرة والتفوق. الأطفال يتحولون إلى كيانات عدوانية، الأزواج ينقلبون على بعضهم، والمجتمع يبدأ بالانهيار بهدوء مرعب. البطلة، سيليست, أمٌ تعاني من ماضٍ مؤلم، تبدأ بملاحظة التغيرات أولًا، وتحاول مقاومة التأثير، لكن التفاح يعمّق جذوره ليس فقط في الأرض، بل في النفوس. يتصاعد التوتر حين تُكتشف طقوس قديمة مرتبطة بهذه الأشجار تعود إلى قرون من السحر الوثني، حيث كان يُستخدم التفاح الأسود كأداة لاستدعاء كائنات من العوالم الأخرى مقابل “السلطة”. الرواية تتحول من رعب نفسي إلى رعب وجودي – حيث يبدأ التفاح بإرسال رؤى وكوابيس للناس، تحثهم على التضحية بأحبائهم من أجل القوة المطلقة. في النهاية، على سيليست أن تختار بين إنقاذ ابنها من هذا الجنون، أو الاستسلام لرغبة البلدة في الحفاظ على ما “أعطاهم” التفاح: التفوق على الآخرين مهما كان الثمن.
لماذا تناسب أجواء الهالوين ؟
لأنها تتناول فكرة التحول البطيء والمخيف تحت غطاء شيء “جميل ومرغوب” – تمامًا كجوهر الهالوين: الجمال المغلف بالرعب. وجود طقوس، أشجار مسحورة، ورؤى مرعبة يجعلها مثالية لليلة مليئة بالرعب والغموض.
تقييم القراء :
- تقييم 4.1 من 5 على Goodreads.
- كثير من القراء أشادوا بـ”الرعب الزاحف” الذي لا يظهر مباشرة، بل يتسلل مثل الجذور.
- نُوّه بالكتابة السينمائية والتشويق النفسي البطيء الذي يبني الرعب طبقة طبقة.
2- The Haunting of Velkwood – Gwendolyn Kiste :

الاحداث :
قبل 20 عامًا، اختفت شارلوت فجأة من حيّها السكني الصغير “فيلكوود” في ظروف غامضة، برفقة فتاتين أخريين. لم يُعثر لهن على أثر، لا جثث، ولا شهود، وكأن الأرض ابتلعتهن. لكن في ليلة واحدة، ظهرن فجأة – عائدات بنفس العمر الذي اختفين فيه، كأن الزمن تجمد لهن. الصدمة تهز البلدة، لا سيما بعد ظهور علامات غريبة على جدران البيوت المهجورة، وهمسات تخرج من الأماكن المغلقة، وصدى خطى على الإسفلت حتى في غياب أحد. لكن الكارثة الحقيقية تبدأ حين تكتشف شارلوت أن “فيلكوود” ليس كما تركته، بل إن الحيّ نفسه تغيّر – أو ربما هو حيّ آخر تمامًا. الرواية تتبع سردًا متقاطعًا بين الماضي والحاضر. نكتشف أن في تلك الليلة قبل عشرين سنة، كانت الفتيات الثلاث جزءًا من طقس غامض لا يتذكّرن منه شيئًا، وأن الحيّ بأكمله تعرّض لنوع من “الاختراق” من قبل كيان غير مرئي يسكن المكان ذاته. تُجبر شارلوت على خوض رحلة نفسية مرعبة داخل منزل طفولتها، وتكتشف أن الظلال لم تتركهم أبدًا – بل كانت تنتظر عودتهم. وتتعقّد الأمور عندما يبدأ الناس المحيطون بها بالتغيّر: الجيران، المعلمة القديمة، حتى عائلتها، كلهم لم يعودوا كما كانوا، وتبدأ في الشك أن شيئًا منها لم يخرج من “فيلكوود” على الإطلاق. النهاية مفتوحة وصادمة، إذ يُطرح سؤال مرعب: هل يمكن للإنسان أن يهرب من الأماكن التي تُصاب بلعنة… أم أن هذه الأماكن تعيش داخله إلى الأبد؟
لماذا تناسب أجواء الهالوين ؟
لأنها رواية عن “البيت” الذي يخيفك حتى وهو صامت. تستثمر أكثر رموز الهالوين الكلاسيكية – اختفاءات غامضة، منازل مسكونة، كوابيس الماضي – وتحوّلها إلى رحلة في فقدان الهوية والخوف من المكان ذاته.
تقييم القراء :
- تقييم 4.2 على Goodreads
- القراء أشادوا بقدرة Gwendolyn Kiste على خلق جو خانق وظلال نفسية كثيفة.
- وصفتها بعض المراجعات بأنها “Shirley Jackson بأسلوب حديث”، بفضل التوتر البطيء والتصاعد الرهيب في الغموض.
3- The Devil and the Dark Water – Stuart Turton :

الاحداث :
في عام 1634، تنطلق سفينة ضخمة تُدعى “ساورا” من جزر الهند الشرقية الهولندية متجهة إلى أمستردام، محملة بالكنوز والتوابل والمسافرين من كل الطبقات. لكن على متنها يوجد أيضًا شخص واحد لا يجب أن يكون هناك: صامويل بيبس، أشهر محقق في البلاد، لكن هذه المرة مقيد بالأغلال بتهمة غامضة، يصاحبه خادمه الوفي آرننت هايز الذي يتعهد بكشف الحقيقة وتبرئة سيده. الأحداث تبدأ برعب نفسي خفي: رسائل شيطانية تُكتب على جدران السفينة، أصوات همسات تُسمع في الليل، وظهور رمز شيطاني على الأشرعة. يتحدث الركاب عن شيطان قديم يُدعى “Old Tom” يطاردهم على ظهر السفينة. وبين الخوف والجنون، تحدث جرائم قتل غامضة، تنفجر جثث، وتبدأ الطقوس الغريبة. مع كل توقف مؤقت في الرحلة، تتضح علاقات معقّدة بين طاقم السفينة والتجار والمسافرين، وتظهر أسرار مرعبة من ماضي كل شخصية. آرننت يجد نفسه محاصرًا وسط شبكة من الأوهام والشياطين والعلم الزائف والدين، يحاول أن يكتشف ما إذا كانت هناك قوى خارقة فعلًا… أم أن كل هذا لعبة معقدة لخداع عقولهم. الرواية تستخدم البحر المغلق كأداة للرعب: لا مهرب، لا منطق، فقط ماء وجنون. النهاية تتضمن مفاجأة مدوّية تغير كل ما عرفه القارئ عن القصة، وتُعيد تفسير الأحداث تحت ضوء جديد أكثر رعبًا من الخيال نفسه.
لماذا تناسب أجواء الهالوين ؟
لأنها تجمع بين الرعب الكلاسيكي (الشيطان، الطقوس، المس الشيطاني) والرعب النفسي، مع جو مغلق خانق فوق سفينة وسط المحيط، في زمن يختلط فيه السحر بالدين. إنها رواية ستجعلك تتساءل طوال الوقت: هل هناك حقًا شيطان على ظهر السفينة… أم أن الشيطان يعيش في قلوبنا؟
تقييم القراء :
- تقييم 4.0 على Goodreads
- المراجعين امتدحوا أجواء الرواية الكثيفة والمربكة التي تجمع بين “شيرلوك هولمز” و”قصة شيطانية بحرية”.
- كثيرون أشادوا بطريقة Turton في خلط الغموض التاريخي بالرعب، مع وصف بصري رائع ومشاهد مؤلمة نفسيًا.
4- Gods of the Wyrdwood – R.J. Barker :

الاحداث :
في قلب غابة شاسعة تدعى “ويردوود”، تعيش شعوب تؤمن بآلهة غامضة تعود إلى ما قبل التاريخ. هذه الآلهة لا تشبه أي تصور تقليدي للإله – فهي غاضبة، متقلبة، وتطلب قرابين دموية مقابل “الحماية”. في هذا العالم الوحشي، يعيش البطل كايلت، رجل منفي من شعبه، ينقذه أحد الكهنة الغامضين ليعيده إلى الغابة التي طُرد منها. الرواية تنفتح على مشاهد من الغابة وهي تتنفس، تتمدد، وتبتلع أولئك الذين لا يحترمون طقوسها. يعود كايلت ليجد أن الآلهة بدأت تتحدث مجددًا – بصوت الرياح، عبر عيون الحيوانات، وبدماء الأبرياء. تبدأ رؤى غريبة تطارده، يرى جثثًا تتحرك، وأشجارًا تُمسك الناس، وظلالًا لا تتبع من يرونها. مع كل خطوة، يكتشف أن طرده لم يكن بسبب خطأ شخصي، بل لأنه اختير من قِبل “الإلهة الميتة”، وهي قوة قديمة نُفيت من الغابة وتنتظر من يحررها. ينقسم أهل ويردوود بين الولاء للآلهة الحالية، أو الرغبة في إيقاظ ما دُفن. وتتسع الحرب الدينية لتشمل القرية كلها. كايلت يجد نفسه في مركز صراع بين القديم والأقدم. كلما اقترب من الإجابة، ازداد فقدانه لعقله. تبدأ الغابة في تغيير شكله، والموتى يعودون كجزء منها. تتصاعد الرهبة مع وصف Barker الدقيق لجغرافيا الغابة المتغيرة والطقوس المخيفة التي تؤدى عند “شجرة الإلهة”، إلى أن تنتهي الرواية بكارثة طقسية تجعل القارئ يتساءل: من هو الوحش الحقيقي؟ البشر، أم الآلهة التي صنعوها؟
لماذا تناسب أجواء الهالوين ؟
لأنها تغوص في الرعب الفولكلوري الغني، وتخلق بيئة زاحفة مستمدة من الطبيعة نفسها. الغابة هنا ليست مجرد مكان، بل كيان يتنفس ويقاضي من يعصيه، تمامًا كقصص الهالوين التي تنقلنا إلى حدود العقل والجنون. إنها رواية عن الخوف من المجهول، ومن القوى التي لا نجرؤ على تسميتها.
تقييم القراء :
- تقييم 4.4 من 5 على Goodreads
- المراجعات امتدحت الأجواء الساحقة للرواية والبناء العالمي المعقّد.
- الكثير من القراء وصفوها بأنها “إذا اجتمعت أساطير الغابة مع طقوس لافكرافت”، واعتبرها البعض تجربة “مخيفة فلسفيًا”.
5- Gods of the Wyrdwood :

الاحداث :
تدور الرواية حول ويل كيد, كاتب شاب يعاني من فوضى داخلية، يعود إلى كوخ طفولته في بلدة ساحلية صغيرة تُدعى “بلوفال”. ما يبدأ كمحاولة لكتابة مذكراته يتحول بسرعة إلى رحلة هذيانية داخل ذاكرة مشوهة، وماضٍ مليء بالأكاذيب والكوابيس. في صيف من الثمانينات، كان ويل مراهقًا حين التقى بـ آنا وجوش، وشكلوا ثلاثيًا غير متوازن من الحميمية، التوتر، والغيرة. لكن كل شيء تغير عندما بدأت جرائم قتل غامضة تضرب البلدة – ضحايا تُترك على الشاطئ مشوهة، والقاتل مجهول يُعرف باسم “سكين بلوفال”. الشكوك تتسلل بين الأصدقاء، والخوف يتراكم مع تصاعد توتر المدينة الصغيرة. تمر السنوات، وتنفصل طرقهم… لكن الحقيقة لم تُدفن بعد. في الحاضر، بينما يكتب ويل قصته، يبدأ القارئ في إدراك أن ما يقرأه ليس فقط عن الجريمة الماضية… بل عن الجنون ذاته. تتغير وجهات النظر، وتتداخل الروايات، وتُكتشف أن شخصًا آخر يكتب الرواية أيضًا – شخص قد لا يكون حيًا. العبقرية في الرواية تكمن في هيكلها: قصة داخل قصة داخل قصة، كل منها تشكك في الأخرى. هل ويل هو القاتل؟ هل الضحايا حقيقيون؟ أم أن كل شيء مجرد انعكاس مضطرب في مرآة الذاكرة المشروخة؟ كلما اقتربت من الحقيقة، زادت الرواية تعقيدًا… حتى لا يبقى أي شيء مؤكد.
لماذا تناسب أجواء الهالوين ؟
لأنها ليست فقط مرعبة – بل تُربكك حتى في فهم الواقع. الرعب هنا ليس في الأشباح أو الوحوش، بل في العقول المتآكلة، وفي الهوية الهشة. إذا كان الهالوين موسم التنكر، فهذه الرواية هي مرآة تُظهر الوجوه خلف الأقنعة… مهما كانت مرعبة.
تقييم القراء :
- تقييم 4.0 على Goodreads
- نُوّه بها كأفضل روايات Catriona Ward حتى الآن، ووصفت بأنها “لعبة مرايا مرعبة”.
- كثير من القراء شبّهوا التجربة بقراءة رواية ستيفن كينغ، لكن من خلال عدسة نادرة تتلاعب بالزمن والهوية.
6- A House with Good Bones – T. Kingfisher :

الاحداث :
سام مونتاغو، عالمة حشرات مرحة وصريحة، تضطر للعودة إلى منزل طفولتها الريفي في نورث كارولينا للاطمئنان على والدتها. لكن ما كان يُفترض أن يكون إقامة قصيرة يتحول بسرعة إلى تجربة خنّاقة وغامضة. المنزل يبدو طبيعيًا… إلى أن تبدأ سام بملاحظة أن أمها تغيّرت: باتت تتحدث همسًا، تراقب كل حركة، وتضع طعامًا للطيور لا أحد يراه. الجدران مليئة بالشقوق التي تختفي عندما تُشير إليها، والصور القديمة تغيّر ملامحها ببطء. غرفة جدتها الراحلة مقفلة دائمًا، لكن صوت فتحات التهوية يفضح من يتجوّل في أرجائها. والأسوأ؟ ورود الحديقة… تنمو بسرعة غير طبيعية، وتُخفي شيئًا يتحرك تحت التربة. مع الوقت، تكتشف سام أن جدتها كانت تمارس نوعًا غامضًا من “السحر الأبيض”، وكان المنزل كائنًا بحد ذاته – يُطعم نفسه من الخوف، ويُعيد تشكيل ساكنيه. لا أحد في الحيّ يريد الحديث عن الماضي، ولا عن الظلال التي تظهر في النوافذ ليلاً. تحاول سام، عبر البحث في مذكرات قديمة ولقاء شخصيات غريبة، أن تفك شيفرة المنزل. لكنها كلما اقتربت من الحقيقة، بدأ المنزل بالتحرك ضدها. الجدران تهمس، الطيور تصطدم بالنوافذ، والعظام تظهر في الزوايا كما لو أن الأرض نفسها تنبش ماضي العائلة. النهاية تنفجر بطقس قديم يُقام على عظام مدفونة تحت المنزل، ويجبر سام على الاختيار بين الهروب… أو التضحية لإنقاذ والدتها.
لماذا تناسب أجواء الهالوين ؟
لأنها تملك جميع عناصر الرعب الكلاسيكي للهالوين: منزل مسكون، جدات غريبات، طقوس قديمة، وعظام تحت الأرض. كما أن طريقتها في بناء التوتر والغرابة في بيئة يومية مألوفة يجعلها مثالية للقراءة في ليلة هادئة وعاصفة.
تقييم القراء :
- تقييم 4.0 على Goodreads
- نالت إشادة واسعة لدمجها الذكاء الفكاهي مع الرعب الحقيقي.
- وصفها القرّاء بأنها “رواية خفيفة في نغمتها، ثقيلة في رعبها”، واعتبروها مزيجًا بين Shirley Jackson وMexican Gothic.
7- Tender Is the Flesh – Agustina Bazterrica :

الاحداث :
تدور أحداث الرواية في عالم بديل تُصاب فيه الحيوانات كلها بفيروس قاتل، مما يدفع البشر لحظر تناول أي لحوم حيوانية. لكن كما يفعل البشر دائمًا… يجدون بديلًا. البديل هنا هو اللحم البشري. تُشرّع الحكومات قوانين تسمح بتربية البشر لغرض استهلاكهم غذائيًا، ويتم إعادة تسمية “اللحم البشري” ليُسمى “منتج خاص”، وتُبنى مزارع ومعامل تجهيز كما لو كانت أبقارًا أو دواجن. ماركوس، بطل الرواية، يعمل في إحدى هذه المسالخ الراقية، رغم أنه فقد زوجته سابقًا ويمقت هذا الواقع. يعيش في عزلة وفتور عاطفي، حتى يتلقى “هدية”: امرأة حية، مهيّأة للاستهلاك. لكنها تختلف… هي لا تشبه البقية. مع الوقت، يبدأ ماركوس في الاعتناء بها، بل يتورط عاطفيًا، رغم أن القانون لا يعترف بها ككائن بشري. تتدفق الرواية بتصاعد داخلي: ماركوس بين ضميره، ورغبته، والمجتمع من حوله الذي لا يرى في هذه الكائنات سوى لحوم جاهزة للتقطيع. ما يجعل الرواية مرعبة بحق هو الطريقة الواقعية التي تصف بها النظام الاجتماعي واللغوي الذي بُني لتبرير أكل الإنسان. المصطلحات، الحملات الدعائية، البنية الاقتصادية… كلها مصممة لتجعل القارئ ينسى أنهم يتحدثون عن بشر.في النهاية، يحدث ما لا يُتوقع. عندما يظن القارئ أن هناك بارقة إنسانية في هذا العالم… تنهار كل الرحمة، وتُختبر الإنسانية حتى أقصى حدودها، في مشهد ختامي صادم ومقزز، لكنه عبقري.
لماذا تناسب أجواء الهالوين ؟
لأنها تدفعك لتخاف من أكثر شيء مألوف: الطعام. الرعب هنا ليس في الوحوش، بل في البشر أنفسهم، في ما يمكن أن يتحول إليه العالم عندما يُزال القناع. إنها رواية تخلّف قشعريرة في العمود الفقري، ليست بسبب الأشباح… بل بسبب الواقع البارد فيها.
تقييم القراء :
- تقييم 4.1 من 5 على Goodreads
- وصفها القراء بأنها “مقززة بطريقة فلسفية”، وأشادوا بقدرة الكاتبة على بناء عالم كامل من الفساد والوحشية.
- البعض قال: “تمنيت لو كانت مجرد قصة خيال… لكنها قريبة جدًا من الحقيقة”.
8- Sister, Maiden, Monster – Lucy A. Snyder :

الاحداث :
في عالمٍ اجتاحه وباء مروّع شبيه بالطاعون، يبدأ الناس بالتحوّل… ليس إلى زومبي، بل إلى كائنات متغيرة الشكل، ذات وعي جماعي، تتواصل عبر الأحلام والهلوسات. الرواية تتابع ثلاث نساء – كل واحدة منهن تحمل “مرحلة” من اللعنة: الراهبة، العذراء، والوحش – وكل واحدة منهن تشكّل جانبًا من النبوءة التي تتعلق بعودة “الإله القديم”، كيان لا اسم له، يقبع خلف ستار الزمن. المروية الأولى، مورين، امرأة عادية تصاب بالفيروس… لكنها لا تموت. بل تبدأ تكتسب قوى غريبة، كأن عيونًا تنمو داخل جلدها، وتسمع همسات لا تنقطع في رأسها. تُجبر على ترك عملها وعائلتها، وتُعزل، حيث تدرك أنها ليست فقط مصابة… بل أنها بوابة لكائن قادم من بعد آخر. المروية الثانية، إيرين, طبيبة شرعية، تتلقى جثثًا مليئة بتشوهات لا تفسير لها. إحدى الجثث تنهض… تتكلم، ثم تحترق من الداخل. يتضح أن هذه ليست تشوهات فيروسية، بل علامات انتقال جسدي بين العوالم. إيرين تبدأ رحلة الهوس في محاولة فهم “المرحلة التالية” من تطور البشر. أما الثالثة، ستيلا, فتاة شابة تعمل في نادٍ ليلي، لكنها تعاني من رؤى متكررة حول طقوس دم وصخور عائمة في السماء. مع الوقت، تدرك أنها ليست فقط ترى المستقبل، بل هي جزء من الطقس ذاته. دورها لم يأتِ بعد… لكنه سيكون مميتًا. الرواية تتحول من رعب بيولوجي إلى ملحمة أسطورية عن نهاية العالم، وبدايته من جديد، لكن تحت حكم كائنات أخرى، تتحدث عبر الدم والصرخات. النهاية ليست راحة… بل احتفال صوفي بالانهيار.
لماذا تناسب أجواء الهالوين ؟
لأنها ترعبك من الداخل إلى الخارج. تخلط الرعب البيولوجي، والجنون، والطقوس الأسطورية، والهلوسة الدينية، بطريقة تجعلك غير متأكد مما إذا كنت تقرأ عن خرافة… أم عن شيء حقيقي لا نجرؤ على تسميته. إنها رواية تعيد تعريف “الوحش” – ليس ككائن غريب، بل كتحوّل داخلي مرعب.
تقييم القراء :
- تقييم 4.0 على Goodreads
- نالت ثناءً كبيرًا لأسلوبها السردي المتعدد وجرأتها في وصف الرعب الجسدي والنفسي.
- وصفتها مراجعات بأنها “The Thing تلتقي بـ Hereditary”، وأشادت باستخدام السرد الأنثوي لرسم قصة انهيار كوني.
9- The Book of Accidents – Chuck Wendig :

الاحداث :
ناثان يعود مع عائلته إلى بيت طفولته الكئيب، بعد وفاة والده العنيف. يبدو أن العودة إلى الريف هي فرصة جيدة للشفاء، خاصة بعد أن نجا ناثان من طفولة مضطربة وعلاقة معقدة بوالده. زوجته ماردينا تحاول دعم الأسرة، وابنهما أوليفر طفل ذكي، لكنه شديد الحساسية… وربما أكثر من ذلك. في البداية، كل شيء طبيعي. لكن ببطء… يبدأ المنزل في “الاستيقاظ”.أوليفر يبدأ في التحدث مع “أصدقاء خياليين”، لكنهم يعرفون أشياء لا ينبغي أن يعرفها أحد. ناثان يرى ظل والده يتجول في الممرات، رغم وفاته. وماردينا تحلم بكائن من الفحم والرماد يدخل من النافذة كل ليلة. يُكشف أن قطعة الأرض التي بني عليها المنزل كانت في الماضي موقعًا لعمليات قتل طقسية، وأن كائنًا غامضًا – يُدعى فقط “الشيء الآخر” – يتغذى على الألم، وينتقل عبر العائلات، مثل لعنة جينية… أو عدوى روحية. الرواية تتعمق في أعماق كل فرد من العائلة: في مخاوفهم، ذنوبهم، وذكرياتهم القاتمة. وتطرح سؤالًا مرعبًا: ماذا لو أن كل بيت فيه “بذرة موت”… تنتظر فقط أن تُسقى بالخوف؟ مع تصاعد الجنون، تنتقل الرواية إلى مستويات سريالية: أبواب تظهر فجأة في الجدران، كتابات تظهر بالدم، أشخاص يعودون من الماضي ليطاردوا الأحياء. النهاية عنيفة ووجودية، حيث يضطر كل فرد من العائلة إلى مواجهة “نسخته الأخرى” – النسخة التي اختارت الكراهية بدل الحب، والعنف بدل النجاة.
لماذا تناسب أجواء الهالوين ؟
لأنها تُجسد كل ما يخيف في فكرة المنزل المسكون، لكن دون الحاجة لأشباح تقليدية. الرعب هنا في الانهيار العائلي، في الذكريات التي لا تُنسى، وفي التساؤل اليومي: هل هذا الذي يسكن معي… لا يزال نفسه؟ إنها رواية ثقيلة، خانقة، وممتدة مثل كابوس لا ينتهي.
تقييم القراء :
- تقييم 4.2 على Goodreads
- نالت إشادة واسعة لتوليفتها بين الدراما العائلية والرعب القاتم.
- وُصفت بأنها “رواية ستيفن كينغ مكتوبة بأنامل معاصرة”، وتمتدح طريقة رسم الشخصيات العاطفية بقدر فظاعة الرعب الذي يحيط بهم.
10 – Dead Silence – S.A. Barnes :

الاحداث :
في المستقبل البعيد، كلير كوفين تقود فريقًا صغيرًا من فنيّي الاتصالات في مهمة بسيطة على حدود النظام الشمسي. أثناء قيامهم بجولة صيانة روتينية، يلتقطون إشارة استغاثة قديمة قادمة من مركبة ضخمة مجهولة. عند تتبع الإشارة، يكتشفون شيئًا لا يُصدق: سفينة فاخرة عملاقة تُدعى “أورورا”، كانت قد اختفت منذ أكثر من عشرين عامًا، واختفاؤها كان لغزًا حيّر البشرية… حتى الآن. السفينة تطفو في الفضاء… بلا حركة، بلا حياة، لكن بكامل هيكلها. كلير وفريقها يقررون الصعود على متنها، طمعًا بالمجد وربما مكافأة مالية ضخمة لقاء اكتشافها. لكن ما إن تطأ أقدامهم أرضها حتى تبدأ الأمور في الانهيار. في الداخل، يجدون جثثًا محفوظة، بعضها مشوّه بشكل لا يُصدق، وكأنها ماتت وهي تحاول الهروب من شيء لا يُرى. ومع مرور الوقت، تبدأ الهلوسات. أحد الفريق يرى أفراد عائلته الأموات، وآخر يسمع أصواتًا تهمس باسمه. كلير نفسها تبدأ في فقدان التوازن العقلي، وترى “كيانًا” غريب الشكل يظهر ويختفي في زوايا السفينة. لكن الأسوأ؟ هو أن السفينة ليست ميتة… إنها تحتفظ بذاكرة من ماتوا فيها. ومع ازدياد عزلة الفريق، يبدأ القارئ في التساؤل: هل ما يحدث نتيجة جنون جماعي؟ أم أن هناك “قوة” موجودة فعلًا، قوة لا تنتمي للبشر، وتتغذى على الذنب والخوف؟ الرواية تجمع بين الخيال العلمي والرعب الخانق، وتخلق تجربة تشبه قراءة Event Horizon بعمق إنساني، وتحوّل السفينة إلى كابوس ميكانيكي لا يمكن الهروب منه.
لماذا تناسب أجواء الهالوين ؟
لأنها تجمع بين رعب الفضاء والجنون الداخلي. في ليلة هالوين، لا شيء أكثر إخافة من قصة عن الضياع في الفضاء، حيث لا يسمع أحد صراخك، وتكون وحيدًا مع أشباح سفينة ضائعة. إنها رواية تُرعبك ببطء… ثم تهجم في الظلام.
تقييم القراء :
- تقييم 4.0 على Goodreads
- أشاد بها القراء لبنائها المشوّق وخلطها الذكي بين الرعب النفسي والخيال العلمي.
- اعتبرها البعض “Aliens تلتقي بـ The Shining”، وقالوا إنها “رواية ستبقى تطاردك بعد انتهائك منها”.