توماس كون، ليس مجرد مؤرخ علم، بل هو الفيلسوف الذي غيّر نظرتنا إلى كيفية تطور العلوم ذاتها، كما لو أنه أعاد ترتيب مسار التفكير البشري عبر التاريخ العلمي. وُلد عام 1922 في ولاية أوهايو الأميركية، وبدأ حياته الأكاديمية في الفيزياء، لكنه سرعان ما اتجه إلى الفلسفة وتاريخ العلوم، ليصوغ أحد أكثر المفاهيم تأثيرًا في الفكر الحديث: "التحول الثوري في النماذج المعرفية" أو ما يُعرف بـالبارادايم.
كون لم يرَ العلم على أنه سلّم مستقيم نحو الحقيقة، بل أشبه ما يكون بـ سلسلة من الزلازل المعرفية، تحدث عندما تنهار النماذج العلمية القديمة تحت وطأة الأسئلة التي لا تستطيع الإجابة عنها. ومن هذا التصور، كتب أعظم أعماله "بنية الثورات العلمية"، حيث أوضح أن التقدم العلمي لا يتم عبر تراكم الحقائق، بل عبر انقلابات فكرية شاملة، تُزيح ما قبلها وتُنشئ طريقة جديدة تمامًا لرؤية العالم.
ما ميّز كون عن سواه هو إدراكه أن العلماء لا يعملون فقط ضمن التجارب أو المعادلات، بل...توماس كون، ليس مجرد مؤرخ علم، بل هو الفيلسوف الذي غيّر نظرتنا إلى كيفية تطور العلوم ذاتها، كما لو أنه أعاد ترتيب مسار التفكير البشري عبر التاريخ العلمي. وُلد عام 1922 في ولاية أوهايو الأميركية، وبدأ حياته الأكاديمية في الفيزياء، لكنه سرعان ما اتجه إلى الفلسفة وتاريخ العلوم، ليصوغ أحد أكثر المفاهيم تأثيرًا في الفكر الحديث: "التحول الثوري في النماذج المعرفية" أو ما يُعرف بـالبارادايم.
كون لم يرَ العلم على أنه سلّم مستقيم نحو الحقيقة، بل أشبه ما يكون بـ سلسلة من الزلازل المعرفية، تحدث عندما تنهار النماذج العلمية القديمة تحت وطأة الأسئلة التي لا تستطيع الإجابة عنها. ومن هذا التصور، كتب أعظم أعماله "بنية الثورات العلمية"، حيث أوضح أن التقدم العلمي لا يتم عبر تراكم الحقائق، بل عبر انقلابات فكرية شاملة، تُزيح ما قبلها وتُنشئ طريقة جديدة تمامًا لرؤية العالم.
ما ميّز كون عن سواه هو إدراكه أن العلماء لا يعملون فقط ضمن التجارب أو المعادلات، بل داخل أطر ذهنية وثقافية، تسمح لهم برؤية أشياء وتغفلهم عن أشياء أخرى. النموذج المعرفي بالنسبة لكون يشبه العدسة؛ لا نرى الحقيقة فقط، بل نراها بطريقة تشكّلها تلك العدسة.
في عالمٍ يظن فيه الكثيرون أن العلم محايد وثابت، جاء كون ليقول: العلم فعلٌ إنساني، يتغير كما تتغير الحضارات، ويثور كما تثور الشعوب. وهكذا، أصبح توماس كون الأب المؤسس لفكرة أن حتى الحقائق العلمية، ليست فقط ما نراه، بل كيف نراه.
لقد صنع كون تحولًا في فهمنا للعلم بحد ذاته. لم يكن مجرد مؤرخ يروي أحداث الماضي، بل فيلسوفًا أعاد تعريف معنى "المعرفة"، وفتح بابًا لفهم العلم ككائن حي، ينبض ويتطور ويثور ويعيد بناء ذاته من جديد.