في عالمٍ تغمره الظلال الكثيفة لغموض حضارات ما قبل التاريخ، بزغ اسم مايكل د. كو كمنارة فكرية سعت لإضاءة زوايا خفية من التاريخ الإنساني. لم يكن مايكل مجرّد عالم أنثروبولوجيا أو باحث آثار عادي، بل كان جسراً بين الماضي السحيق والحاضر الفضولي، ورائدًا في إعادة رسم ملامح حضارة المايا التي اختبأت قرونًا خلف طلاسم لغتها وجدران معابدها.
ولد مايكل دينيس كو عام 1929 في نيويورك، وتعلّم في جامعة هارفارد، التي ستصبح لاحقًا حجر الزاوية في مسيرته الأكاديمية. امتلك منذ شبابه فضولًا حارقًا تجاه القصص المخبّأة تحت التراب، ووجد ضالته في الغابات الكثيفة لأميركا الوسطى، حيث ترقد مدن المايا المنسية.
كانت أبرز مساهماته في فك رموز الكتابة الهيروغليفية للمايا، وهو إنجاز يُقارن بما فعله شامبليون مع حجر رشيد والكتابة المصرية القديمة. لكن كو لم يتوقف عند حدود الرموز، بل غاص في تفاصيل الحياة اليومية لشعوب المايا، في طقوسهم، وفنونهم، وتقويمهم الدقيق، وعوالمهم الميتافيزيقية التي حيّرت العالم لعقود.
امتلك...في عالمٍ تغمره الظلال الكثيفة لغموض حضارات ما قبل التاريخ، بزغ اسم مايكل د. كو كمنارة فكرية سعت لإضاءة زوايا خفية من التاريخ الإنساني. لم يكن مايكل مجرّد عالم أنثروبولوجيا أو باحث آثار عادي، بل كان جسراً بين الماضي السحيق والحاضر الفضولي، ورائدًا في إعادة رسم ملامح حضارة المايا التي اختبأت قرونًا خلف طلاسم لغتها وجدران معابدها.
ولد مايكل دينيس كو عام 1929 في نيويورك، وتعلّم في جامعة هارفارد، التي ستصبح لاحقًا حجر الزاوية في مسيرته الأكاديمية. امتلك منذ شبابه فضولًا حارقًا تجاه القصص المخبّأة تحت التراب، ووجد ضالته في الغابات الكثيفة لأميركا الوسطى، حيث ترقد مدن المايا المنسية.
كانت أبرز مساهماته في فك رموز الكتابة الهيروغليفية للمايا، وهو إنجاز يُقارن بما فعله شامبليون مع حجر رشيد والكتابة المصرية القديمة. لكن كو لم يتوقف عند حدود الرموز، بل غاص في تفاصيل الحياة اليومية لشعوب المايا، في طقوسهم، وفنونهم، وتقويمهم الدقيق، وعوالمهم الميتافيزيقية التي حيّرت العالم لعقود.
امتلك مايكل د. كو قدرة نادرة على مزج الصرامة الأكاديمية مع سرد جذاب، مما جعله محبوبًا بين القراء العاديين والباحثين على حد سواء. كلماته لم تكن مجرد بيانات جافة، بل كانت مغامرات فكرية تنقلك إلى معابد "تيكال" و"بالمكي"، وتجعلك ترى بأعينهم وتفكر كأنك فردٌ من أبناء المايا.
من أبرز مؤلفاته:
حضارة المايا (The Maya) – مرجع كلاسيكي يُدرَّس في الجامعات.
فك رموز المايا (
eaking the Maya Code) – ملحمة علمية سرد فيها معركة علماء اللغويات والآثار لفك لغز أعظم كتابات المايا.
المايا: ماضٍ لا يموت (The Maya Past and Present) – يسلط الضوء على ارتباط أحفاد المايا اليوم بجذورهم القديمة.
لم يكن كو مؤرخًا فحسب، بل كان حارسًا لذاكرة حضارة كادت أن تُنسى. وبرحيله في عام 2019، خسر العالم لا مجرد باحث، بل راوٍ عظيم لحكايات حجرية كتبتها شعوب عظيمة، وصاغها هو بلغة يفهمها كل من لا يزال يؤمن بأن للتاريخ صوتًا.